أكد خبراء عسكريون ومحللون سياسيون على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا لمنع تكرار المواجهات الحدودية، وذلك عقب تصعيد خطير شهدته الحدود بين البلدين في منتصف مارس الماضي.
تفاصيل الأحداث الأخيرة:
شهدت الحدود اللبنانية السورية تصعيدًا خطيرًا في منتصف مارس، حيث تسلل مسلحون إلى الأراضي السورية واختطفوا ثلاثة جنود سوريين قبل إعدامهم. وقد تبادل الجانبان الاتهامات حول المسؤولية عن الحادث، حيث اتهمت السلطات السورية “حزب الله” بالوقوف وراءه، وهو ما نفاه الحزب.
وبعد أيام من الاشتباكات وتبادل إطلاق النار، اتفق وزيرا الدفاع السوري واللبناني على وقف إطلاق النار ومنع التوترات على الحدود، وذلك خلال اتصال هاتفي في 17 مارس.
آراء الخبراء:
يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن الأحداث الأخيرة كانت “حالة فردية تطورت بسبب ظروف المنطقة”، مشيرًا إلى أن “غياب التنسيق العسكري والسياسي بين لبنان وسوريا يزيد من احتمالية تكرار المواجهات”.
وأوضح ملاعب أن الحادث بدأ بخلاف بين مزارع لبناني يملك أرضًا على جانبي الحدود، مما أدى إلى اختطاف وقتل الجنود السوريين.
من جهته، حمّل المحلل السياسي طوني بولس “حزب الله” مسؤولية الأحداث، معتبرًا أن الحزب “يحاول تحويل لبنان وسوريا والعراق إلى ممر لإيران”.
واقترح بولس أن تطلب سوريا إقامة “منطقة عازلة بعمق 10-15 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية” لإبعاد “حزب الله” عن الحدود.
أهمية التنسيق الأمني:
أكد الخبراء على أهمية التنسيق العسكري بين البلدين لمنع تكرار المواجهات، مشيرين إلى ضرورة إقامة “منطقة منزوعة السلاح” على الحدود، وتواجد وحدات من الجيشين اللبناني والسوري لضمان الاستقرار.
خلفية الأحداث:
تعود التوترات الحدودية إلى فترة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، لكن بعض المجموعات المسلحة رفضت المبادرة ولجأت إلى المناطق الجبلية، وبدأت في شن هجمات ضد القوات الحكومية.
الاتفاق الأخير:
في لقاء جمعهما في السعودية، اتفق وزيرا الدفاع السوري واللبناني على “الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود والتنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية”، ووقعا اتفاقًا يؤكد على تشكيل لجان قانونية متخصصة وتفعيل آليات التنسيق.
تحليل شامل:
- أسباب التوتر: يمكن تلخيص أسباب التوتر في النقاط التالية:
- غياب التنسيق الأمني والعسكري بين لبنان وسوريا.
- وجود جماعات مسلحة غير منضبطة على جانبي الحدود.
- اتهامات متبادلة بين الأطراف المتنازعة، خاصة فيما يتعلق بدور “حزب الله”.
- خلافات حول ترسيم الحدود.
- محاولة بعض الأطراف استغلال الحدود لتهريب الأسلحة وغيرها.
- الحلول المقترحة:
- تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين لبنان وسوريا.
- ترسيم الحدود بشكل واضح ونهائي.
- إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على الحدود.
- التعاون في مكافحة تهريب الأسلحة وغيرها من الممنوعات.
- الأهمية الإستراتيجية:
- يعد ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان ذا أهمية إستراتيجية كبيرة، حيث يساهم في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.
- ويمكن ان يساهم في الحد من نشاط الجماعات المسلحة ومنع تهريب الأسلحة والممنوعات.
- كما انه يمكن ان يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.