اخبار العالم

التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين: نحو نظام عالمي جديد

أصبح من المسلمات أن الولايات المتحدة تعتبر الصين التهديد الأكبر لنفوذها العالمي. فصعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية، وسعيها لتأكيد مكانتها في النظام العالمي، يثير قلق واشنطن التي ترى في بكين منافساً استراتيجياً يسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي.

وقد أكدت تقارير استخباراتية أمريكية أن الصين تشكل تهديداً عسكرياً وإلكترونياً كبيراً للولايات المتحدة، حيث تمتلك القدرة على توجيه ضربات تقليدية، واختراق البنية التحتية الحيوية عبر هجمات سيبرانية، واستهداف الأصول الفضائية الأمريكية. كما تسعى الصين إلى التفوق على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

ويزيد من حدة القلق الأمريكي التحالف الضمني بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، والذي يشكل تحدياً غير مسبوق للنفوذ الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية. فهذا التحالف يحد من قدرة الولايات المتحدة على استخدام القوة ضد أي من هذه الدول، ويدفعها إلى البحث عن استراتيجيات جديدة لاحتواء نفوذها.

وتشير التقارير الأمريكية إلى أن الصين لديها دوافع متعددة لتعزيز قدراتها العسكرية، منها زيادة الضغط على تايوان، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، ومواجهة الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة، والذي يشمل دعم تايوان وإقامة قواعد عسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين. كما أن الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية تدفع بكين إلى تعزيز ترسانتها العسكرية، وخاصة النووية، وهو ما يثير قلق واشنطن من أن يشكل هذا التسلح رادعاً لأي تحرك أمريكي ضد الصين.

وتسعى الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، إلى التركيز على مواجهة التحدي الصيني. وتشمل الاستراتيجيات الأمريكية المحتملة توسيع الحرب التجارية، وتعزيز التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقليص النفوذ الصيني في مختلف أنحاء العالم.

ومع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من التوتر، نظراً لمواقفه المتشددة تجاه الصين. ومع ذلك، يبقى الأمل في تجنب الصدام العسكري، الذي قد تكون له عواقب كارثية على العالم بأسره.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *